(48) أسطورة اسمها علم النفس عقم فى النظرية، قصور فى المنهج، سطحية فى النتائج، وازدراء للدين
د أحمد إبراهيم خضر
في كتابة ( أزمة علم النفس المعاصر ) أقر البروفيسور " جيمس ديز James Deese" أستاذ علم النفس بجامعة ( جونز هوبكنز ) بالولايات المتحدة بعدة حقائق، تحتاج إلى وقفة تعيد النظر فى تصورات الناس إلى علم النفس على أنه العصا السحرية التى ستعيد البسمة إلى شفاه الخائفين، والقلقلين، والمكتئبين، والباحثين عن السعادة ، ومن يعانون من أمراض لا يجدون لها سببا ولا سبيلا للشفاء منها، ثم يفاجئون بأنه قد أخفق في تحقيق وعده العظيم لهم بالشفاء أوالسعادة . (جيمس ديز، أزمة علم النفس المعاصر ترجمة سيد أحمد عثمان 1980).

أقر ( ديز ) بأن السحر والخداع شائعان جدا في علم النفس ، وأن مثل هذا التفكير منتشر في النظريات النفسية. وفي مقدمة الفصل الأول بكتابة المذكور يقول (ديز) بصراحة واضحة :

( إن علم النفس في أزمة، وقد كشفت حالة الأزمة هذه عن نفسها بشكل قوى في عدم الثقة المتزايدة في المنهج العلمي عامة وفي الطريقة التجريبية بصفة خاصة، وإنا لنجد فقدان الثقة هذا عند كل المعنيين بالمشكلات النفسية من طلاب وممارسين وباحثين. وعلي الرغم من أن كتب علم النفس ومتونه مستمرة في تقديم وجهات النظر القديمة فى علم النفس على أنها علمية، فما من أحد من بين مؤلفي الكتب المدرسية أنفسهم من يؤمن بصحة وجهات النظر القديمه هذه، بل ينظر إليها علي أنها دليل واضح على العجز وعدم الجدوى، وهذا الإحساس واسع الإنتشارليس بين طلاب علم النفس فقط، بل بين بعض المتخصصين فيه. أما عن علم النفس الحديث فإن بعض الناس يجدون فيه من الأمور الخاطئة ما يبرر زعمهم بأن : "علينا أن نتخلي كلية عن الجهد العلمي في علم النفس والإعتراف بأن علم النفس يجب أن ينضم إلي عالم الأسطورة والوهم ".

يقر (ديز) بأنه يمكن النظر إلي علم النفس علي أنه لا يخرج عن كونه حشدا متنافرا من اجتهادات فكرية شديدة التباين والإختلاف وأن الطلاب الذين يدرسون مقررات علم النفس التمهيدية يشكون بشدة من أن مقرر علم النفس ما هو إلا كومة من الأمشاج والأخلاط المتنافرة وغير المتماسكة.(ص123).أما عناوين كتب علم النفس المدرسية فإنها لا تعكس...